فرضت التقنيات الرقمية على دول العالم أن تلتفت نحو التحول الرقمي وتحدياته نتيجة آثارها المهمة ولما قدمته من فوائد للأعمال في مختلف المجالات، وأصبح مصطلح التحول الرقمي في طليعة أذهان كل المؤسسات اليوم والذي يمكن تعريفه بأنه ” اعتماد التقنية الرقمية لتحويل الخدمات أو الأعمال التجارية، من خلال استبدال العمليات غير الرقمية أو اليدوية بالعمليات الرقمية أو استبدال التقنية الرقمية القديمة بأحدث التقنيات الرقمية”
كانت المملكة من أوائل الدول العربية التي اتجهت للتحول الرقمي كما أنها تطمح بأن تصبح في المستقبل ضمن أفضل 20 نموذجا عالميا في التحول الرقمي والابتكار وذلك بحلول 2030، ولتحقيق ذلك عملت المملكة على تطوير الكثير من الأطر والبرامج التي تدعم عملية التحول الرقمي ضمن المؤسسات بشكل عملي وآمن.
أولاً: الانتقال لمكان العمل الرقمي
إن ظهور كوفيد 19 لم يغير فقط نمط حياتنا بل إنه أثر تأثراً كبيراً على نمط الأعمال، الكل يتحدث اليوم بأن ما قبل كوفيد 19 ليس كما بعده وهذا ما لمسناه بالفعل في الأعمال، حيث أشارت الأبحاث التي أجرتها شركة NTT ، المنشورة في تقرير مقارنة معايير الأعمال للوسائل الرقمية لعام 2019، إلى أن معظم المؤسسات أدركت الحاجة إلى تحويل أماكن عملها رقميًا.
ويشير تقرير نشرتهNTT مؤخراً بعنوان Future Disrupt: 2021 Technology Trends، إلى أنه خلال العام المقبل سيصبح الرابط بين قيمة الأعمال والاستثمار أكثر وضوحًا ويذكر التقرير بأنه الآن وأكثر من أي وقت مضى يجب أن تكون تقنية المعلومات مستعدة وقادرة على الاستجابة لما تحتاجه الأعمال.
يتنبأ التقرير بظهور تقنيات جديدة وناشئة ستشكل مكان العمل الرقمي مستقبلاً وهي كالآتي:
- ستتمكن جميع شبكات الضوئيات من نقل المعلومات من طرف إلى طرف بين المحطة والخادم وستسمح للمستخدمين بتطوير بيئة اتصالات مستدامة مكثفة.
- ستعمل الحوسبة الرقمية المزدوجة (DTC) على تمكين التحليلات التنبؤية من خلال دمج العالمين الحقيقي والافتراضي
- ستكون الأنظمة الأساسية منخفضة الكود / التي لا تحتوي على كود والتي تم تصميمها لتمكين أي شخص من إنشاء تطبيقات أعمال باستخدام بيانات الشركة عاملاً مميزًا للشركات.
- ستدخل الحوسبة الكمومية والحاسوب عصرًا جديدًا من الحوسبة المتطورة
ثانياً: الأمن في مستقبل التحول الرقمي
أدى التحول إلى العمل عن بُعد الذي فرضه كوفيد 19 إلى زيادة كبيرة في أنشطة الجرائم الإلكترونية التي تهاجم الآن بكثرة الشركات الصغيرة ممن تملك حماية قليلة أو معدومة للأمن السيبراني والتي قد تكون تلك الهجمات مدمرة لها.
هناك العديد من التقنيات والإجراءات الناشئة والتي ستساعد في حماية الشركات في المستقبل من الهجمات وتشمل:
- الذكاء الاصطناعي (AI) : من خلال منصات برمجيات الأمن السيبراني التي تساعد في الكشف عن هجمات الأمن السيبراني والقضاء الاستباقي عليها.
- الأهمية المتزايدة لخدمات الأمن السيبراني المتقدمة لحماية البيئة المنزلية بسبب الانتشار الواسع لأجهزة إنترنت الأشياء والاتجاهات في العمل عن بُعد.
- زيادة عدد الأشخاص الذين يتم تدريبهم على تقنية الأمن السيبراني والالتحاق بالقوى العاملة.
كان كوفيد 19 الحافز الذي أجبر العديد من الشركات على ابتكار استراتيجيات تحول رقمية واعتماد تقنيات لدعم القوى العاملة البعيدة حديثًا ، حتى لو لم تكن جاهزة لذلك بعد ، لكن لا زال هنالك مجموعة من التحديات التي تقف أمام التحول الرقمي الكامل وسنعمل الآن على ذكر أهمها .
تحديات التحول الرقمي في المملكة والعالم
تواجه عملية التحول الرقمي في المملكة والعالم مجموعة من التحديات وسنذكر أهم خمسة منها وكيفية التغلب عليها وهي:
1. نقص مهارات تقنية المعلومات المخصصة
وراء كل تحول رقمي ناجح، هناك فريق متخصص في تقنية المعلومات يتمتع بمهارات عالية.
2. عدم وجود استراتيجية وخطط محددة
إن نقص وجود هذه المهارات والخبرات يعتبر من أهم التحديات التي تواجه المؤسسات والدول اليوم في عملية التحول الرقمي ومن اهم الخبرات اللازمة والتي لا يمكن المضي قدماً في تحقيق عمليات التحول الرقمي دون وجودها هي:
- الأمن الإلكتروني
- هندسة المؤسسة
- تحليلات البيانات المتقدمة
- الذكاء الاصطناعي
كيف يمكن التغلب على هذا التحدي؟
الحل الأول الذي يمكن أن نفكر فيه هو الاستعانة بخبراء ومستشارين خارجيين لتكملة فريق التحول الرقمي في المؤسسة، وهنالك العديد من الشركات التي تقدم استشارات وخدمات للتحول الرقمي ومنها شركة ريناد المجد لتقنية المعلومات RMG حيث تقدم لك الشركة استشارات التحول الرقمي وكذلك خدمات التحول الرقمي عن طريق فريقها المكون من مستشارين وخبراء مميزين يملكون عشرات التجارب في تطبيق التحول الرقمي في المملكة.
بدون وجود استراتيجية، قد تفشل عملية التحول الرقمي.
فبحال نظرنا للملكة نجد أن وضع خطط التحول الرقمي والتي تحتاج الى استراتيجيات جديدة وواضحة من اجل التحول الى الاقتصاد الرقمي هو من أصعب التحديات التي تواجهها المملكة اليوم كما ان تطبيق تلك الاعمال الرقمية يكون مكلفا من الناحية التقنية حيث ان تطوير وتحسين المؤسسات يحتاج الى الكثير من الوقت والأموال والجهود.
لذا يجب عليك ان تحدد الإجابة عن السؤال التالي -ما هي أهداف مؤسستي وأولوياتها؟- فإجابة هذا السؤال ستساعدك على تحديد استراتيجية التحول الرقمي .
3. نقص إدارة التغيير التنظيمي
يمكن للهياكل التنظيمية التي عفا عليها الزمن، وسير العمل غير الفعال، وأساليب القيادة الصارمة أن تعيق نجاح التحول الرقمي وقد أشرنا حول هذا الموضوع بالتفصيل في المدونة مسبقاً بمقال بعنوان التغيير نحو العقلية الرقمية مفتاح التحول الرقمي الناجح.
يعد التنقل في الأدوات الجديدة أمرًا صعبًا بكل تأكيد ولكن بحال أضفنا أيضاً مقاومة التغيير فستغدو عملية التحول الرقمي مستحيلة.
كيف يمكن التغلب على هذا التحدي؟
يمكن أن يساعد التركيز على إدارة التغيير التنظيمي شركتك على إعداد الموظفين لما ينتظرهم، فبدلاً من مجرد التركيز على الجانب التقني للتحول الرقمي، تحتاج إلى التفكير في الأشخاص الذين يؤثر عليهم بشكل مباشر من خلال تطوير خطة شاملة لإدارة التغيير.
4. تطور احتياجات العملاء
في العام الماضي ونتيجة ظهور كوفيد 19، أدرك الناس مقدار ما يمكنهم إنجازه من أجهزة الكمبيوتر المحمول والهواتف الذكية، وهذا ما جعل العملاء أكثر تمييزًا وتطلبًا من أي وقت مضى وكذلك ساهم في ارتفاع سقف توقعاتهم من الرقمية والتقنيات المتقدمة.
كيف يمكن التغلب على هذا التحدي؟
لا يجب أن تقوم بافتراض أنك تعرف التقنيات التي يريد عملاؤك منك تقديمها، نوصي بأخذ الوقت الكافي لإجراء أبحاث السوق حيث أنه بهذه الطريقة، يمكنك أن تعرف ما يريدونه بالفعل، وكذلك ما يفعله منافسوك لتتمكن من الاستمرار بالمنافسة في السوق فالتسارع الرقمي قد يؤدي لزوال بعض المؤسسات التي لم تتمكن من اللحاق بالركب.
5. إدارة البيانات غير الفعالة
تعد بيانات العملاء إحدى ركائز التحول الرقمي، حيث أنه باستخدام هذه البيانات يمكنك الحصول على رؤى غنية حول تفضيلات المشترين وسلوكياتهم وقراراتهم المستقبلية المحتملة.
إن الطريقة التي يتم بها التقاط هذه البيانات وتنظيمها مهمة. فذا كنت لا تزال تعمل مع أنظمة منعزلة فسيكون من الصعب دمج هذه المعلومات لتسهيل الوصول إليها مركزيًا.
كذلك فإن حماية البيانات وخصوصيتها تعد التحدي الأكبر الذي تواجهه الدول نتيجة الهجمات السيبرانية والمخاوف من تسرب البيانات الحساسة سواء للمواطنين أو مؤسسات الدولة.
كيف يمكن التغلب على هذا التحدي؟
يجب على المؤسسات كافة العمل على تطبيق الأطر الدولية التي تساعد في حماية البيانات من خلال إدارة الأمن السيبراني بشكل جيد ضمن المؤسسة كتطبيق نظام إدارة الأمن السيبراني – آيزو 27032 ، ويمكنك أيضا الاستعانة بخبراء خارجيين للتغلب على هذا التحدي والحصول على استشارات حول مجال الأمن السيبراني من هنا .
الخلاصة: يجب على المؤسسات اليوم بمختلف أنواعها ومجالاتها النظر بشكل جدي لمستقبل التحول الرقمي والمضي قدماً فيه حتى لا تجد نفسها في آخر الركب ومن الأهمية بمكان ان نذكر بأن التحول الرقمي لا يقتصر على المؤسسات التقنية بل هو حاجة ملحة لكل المؤسسات اليوم ، كما انه يتوجب على المؤسسات أن تأخذ بعين الاعتبار التحديات التي ستقف أمامها أثناء رحلة التحول الرقمي من نقص المهارات ، عدم وجود استراتيجية تحول رقمي محددة ، نقص الإدارة التنظيمية ، تطور حاجات العملاء ، وإدارة وحماية البيانات ، والشروع في تحديد خطط للتغلب على تلك التحديات بما يتوافق مع نظام المؤسسة وكذلك الأنظمة والقوانين الدولية خصوصاً فيما يتعلق بحماية البيانات.
Ashraf Al Tarawneh ,PMP, BDM, CISSP, CEH, ITIL
(Digital Transformation Consultant) @
Management Engineering Consultations Center, KSA & Jordan
ashraf@handarah.com
0599787918